[2873]- وفيه مات كسباي سمز (?) الزيني، المؤيّدي، نائب الإسكندرية، بداره بالقاهرة بطالا.
وفي شوال كان خروج يشبك الدوادار ومن عيّن معه إلى جهة شاه سوار، وكان لخروجه يوما مشهودا معدودا من نوادر الأيام، وكان في يرق طائل وتجمّل هائل، وقد جعل إليه السلطان أمر العساكر بأجمعها، وجعل له الولاية والعزل، وصحب معه ألف خلعة، وكتب معه خمسمائة يكتب على البياض، وجعل له التصرّف في جميع النواب والأمراء إلاّ أناس قلائل كنائب الشام وحلب فقط (?).
وفيه في / 228 أ / هذه الأيام كانت الصنّاع والعمّال مجدّين في العمل بدار قوصون، وكان قد انتدب يشبك الدوادار لبنائها كما يختار هو حتى يسكنها، وكان الشادّ على عمارتها تغري بردي خازنداره الذي ولي الأستادارية، فهو باق عليها إلى يومنا هذا. ولا زالت العمارة عمّالة حتى كملت على ما هي عليه الآن (?).
وفيه ركب السلطان إلى الريدانية ودار على خيم الأمراء كالمودّع لهم وهو راكب فرسه وما نزل عنه إلاّ لمخيّم يشبك الدوارا، فجلس عنده مليّا وتكلّم معه طويلا، ثم أضافه يشبك ضيافة حافلة من أنواع الفواكه والحلوات ونحوهما. ثم ركب من عنده متوجّها إلى جهة الخانكة، ثم عاد في آخر نهاره إلى القلعة.
ثم ركب في ليلة ثاني يومه هذا ليلا ونزل إلى يشبك بمخيّمه وجلس عنده وهو عازم على الرحيل من الريدانية، وقد هدم خيامه، وأحضر الغداء من مطبخ السلطان بالقلعة إلى الريدانية فتغدّيا معا، ثم استقلّ يشبك بالمسير بعد أن رأى من العزّ والخدمة، وتردّد الأعيان إليه ما لا مزيد عليه. وعدّ نزول السلطان له بعد خلعه عليه وتوديعه إياه