وهو كهل، وكان ذا شهامة ووجاهة وشجاعة مع تعاظم وحروب وشمم زائد، ترقّى في الخدم وتأمّر عشرة في دولة أستاذه الظاهر جقمق، ثم طبلخاناة بعده، ثم ولّي الرأس النوبة الثانية، ثم قدم وحج أميرا على المحمل غير ما مرة، ثم ولّي الحجوبية الكبرى، ثم نيابة حلب، ثم نيابة الشام، ثم قبض عليه، وحمل إلى القدس بطالا، ثم أعيد إلى نيابة حلب، ثم إلى نيابة الشام.
وفيه وصل الحاج جملة واحدة الأول والمحمل، وكان قد حصل عليهم ضرر بهبوب ريح السموم عليهم بطريقهم إلى المدينة المشرّفة. فمات من ذلك جملة من الرجال والجمال، وكان يشبك الدوادار قد جهّز عدّة من الجمال بشقادف وقمصان وبغال لملاقاة الحاج، وحصل بذلك نفع كثير للمنقطعين، وكثر في هذا الشهر صدقات يشبك الدوادار هذا على الناس، وصنع بالجامع الأزهر من البرّ ما يذكر به إلى الآن (?).
[2862]- وفيه مات أبو بكر بن (علي) (?) بن دوادار (?) برد بك البجمقدار.
/ 224 ب / وكان قد وجه جدا وأثرى، وصار له ذكر وشهرة طائلة، فيقال إنه سمّ برد بك فأخذه الله تعالى قبله. وكان حسن السفارة، لا بأس به في أشياء.
وفيه ركب السلطان ونزل إلى بولاق في نفر يسير ثم ركب البحر منها إلى طرا (?).
وفيه وصل قاصد حسن الطويل ملك العراقين بمكاتبة يذكر فيها التودّد، وأنه (?) قتل جماعة من أولاد تمرلنك وملك بلادهم. وكان ذلك شيطنة منه، وإخافة لهذه المملكة على ما هو ظاهر (?).