من الناس عن ديارهم، وقطعت فيه الضحايا المرتّبة بالديوان السلطاني.
وكان هذا العيد من نوادر الأعياد وأشبهها بأيام المآتم (?)، لا سيما وقد صادف كائنة الناس وأحزانهم (?).
وفيه في يوم عيد النحر كانت البشارة بالنحر، ثم نودي عليه من غده (?).
وفيه كانت كائنة كسر العساكر المصرية ثانيا على يد سوار - بل ثالثا - وقتل جماعة من الأكابر وأعيان الأمرا والكثير من الأصاغر والجند، بل ذهاب العسكر بأسره. وكانت كائنة فظيعة تحيّل فيها سوار على العسكر حتى دخلوا إلى مضيق بتلك البلاد وعاد عليهم قتلا حتى ما سلم منهم إلاّ من طال عمره، ونهبوا عن آخرهم (?).
وكان ممّن قتل في هذه الكائنة:
[2787]- قرقماس الجلب (?) من يشبك خجا الأشرفيّ، أمير سلاح، ثم أمير مجلس.
وكان من أجلّ الأمراء، شهما، عاقلا، أدوبا، حشما، سليم الفطرة، صادق اللهجة، حسن السيرة، قليل الشرّ، يذكر بقرابة للأشرف برسباي، وترقّى في دولته فتأمّر عشرة، ثم صيّر بعده من الطبلخاناة، ثم تقدّم، ثم صيّر رأس نوبة النوب، ثم أمير مجلس، ثم أمير سلاح، ثم امتحن يسيرا، وأطلق إلى دمياط في غاية الإكرام، ثم أعيد إلى إمرة مجلس، وخرج في هذه التجريدة وما وقف له على خبر بعد موته ولا على رمّته، ولا علم من حاله شيئا (?).