وفيه امتحن الشهاب بن العيني بالضرب، وشدّد عليه الأمر، وأحضره السلطان إلى بين يديه، وضرب، وقام السلطان بنفسه فتولّى ضربه بيده نحو العشرين سوطا كاد أن يهلك فيها، وأدمي بدنه، وشخب دمه، حتى تلوّث به جماعة من الخاصكية وغيرهم (?).
وفيه فرّق السلطان الجمال على المسافرين، وضرب جماعة تهوّروا في الكلام، ونفى، ثم نفق الكسوة وجامكية أربع (?) شهور فيهم أيضا (?).
وفيه، في ثاني عشره، كان خروج العسكر من القاهرة، وطلب الأتابك جانبك ومن معه من الأمراء، وخرجوا بتجمّل زائد. وكان لهم يوما مشهودا (?)، وكانوا نحوا من عشرين أميرا (?).
وفيه ركب السلطان ونزل إلى الميدان وخرج منه فدار حول القلعة، وعاد إليها من باب السلسلة. وهذه أول ركبة ركبها في سلطنته. ثم تكرّرت ركباته ليلا ونهارا، بل وسفراته، وكثرت بحيث خرج فيها عن الحدّ والحصر بعد ذلك، حتى ترك عدّة من المؤرّخين ضبط الكثير من ركباته بعد أن كانت ركباة (?) السلطان ممّا تؤرّخ، وهو باق على ذلك إلى يومنا هذا (?).
وفيه ضرب السلطان ابن العيني فوق المائة عصاة وهدّد وأعيد إلى