جلب إلى القاهرة في سنة خمس عشرة وثمانماية، وملكه المؤيّد شيخ وصيّر خاصكيا بعده، ثم ساقيا، ثم تأمّر عشرة، ثم تقدّم بدمشق، ثم صيّر حاجب الحجّاب على تقدمة ألف بمصر، ثم نقل إلى إمرة سلاح، ثم الأتابكية، ثم السلطنة. ورأى العزّ في سلطنته وعظم جدا، وهابه الكثير من الملوك، وجمع الأموال، وأعيب بتقديم الكثير من الأوباش والسفلة ومن لا ذكر له، وبأخذه (?) الرشا على كثير من الوظائف حتى القضاء بمصر وبمعاداته لملك الروم ابن (?) عثمان.
وكان روميّ الجنس من الأرنؤوط. وهذا ملخّص حاله.
ولما دفن بتربته أخذ الناس في مبايعة الأتابك يلباي، فأحضر الخليفة بعد أن أدخلوا يلباي إلى القصر، وكلّمه خير بك في السلطنة وهو يظهر الامتناع، وحضر الأمراء فوجدوا باب القصر قد سقط فما أمكن الدخول إليه منه، وتفاءل (?) أناس كثير (?) بأنّ سلطنة يلباي / 184 أ / إن عقدت فهي قريبة الزوال.
ثم دخل الأمراء من الإيوان وقبّلوا الأرض بين يدي يلباي كما يفعل السلطان. وطال جلوس الأمراء والجند، فهم في انتظار الخليفة قبل حضوره والقضاة، وما تكامل الجمع، ولبس قماش موكب السلطنة إلاّ والنهار على فراغ، ثم شرعوا في البيعة ليلباي وعقد السلطنة له، فتفاءل الناس (ثانيا) (?) بزواله سريعا.
ولما تمّت البيعة لقّبوه بالظاهر، وكنوه بأبي سعيد كخشقدم. ثم قام ولبس العمامة السوداء، وتقلّد السيف وأفيض عليه شعار الملك، ورفع إلى سريره من مكانه ذلك فأجلس عليه، وقام الكل بين يديه، وتمّ أمره بالقصر من غير ركوب فرس النوبة، ولا حمل (?) القبّة والطير على رأسه، وغير ذلك من نوادره. وتفاءل الناس ثالثا بسرعة (?) زواله أيضا.
وكان جلوسه على سرير الملك والباقي للغروب نحوا (?) من خمس درج (?) فخلع على تمربغا الظاهري بالأتابكية، وخلع على الخليفة، ثم ضربت البشائر، ونودي بسلطنته، وبات في القصر، وأصبح في حادي عشره (?).