/ 183 أ / وفيه في يوم السبت عاشره كانت المبايعة بالسلطنة للأتابك يلباي.
وكان من خبر ذلك ملخّصا لما فيه من التطويل أنّ الظاهر خشقدم مات في هذا اليوم بعد الزوال وكان لما احتضر بكرة النهار قام خير بك الدوادار أحد خواصّه هو وجماعة من الخشقدمية الأعيان، وهم له كالأتباع في الرأي، فطلبوا (?) الأمراء المقعد الحرّاقة من باب السلسلة بالإسطبل فحضروا وجلسوا به عند الشهاب أحمد بن العيني الأمير اخور، وتصدّر الأتابك يلباي وحضر تمربغا أمير مجلس وهو لسان الظاهرية والمتكلّم عنهم، ولم يحضر قرقماس الجلب ولا يشبك الفقيه لإقامتهما بالساحل لأجل سفرهما ولا حضر قايتباي المحمودي أيضا، وحضر خير بك كبير الطائفة الخشقدمية، وابتدأ الكلام بما معناه أنّ السلطان في النزع، فانظروا في هذا الشأن، فكثر الكلام جدا.
ثم آل الأمر أن أجمعوا على أنه إذا مات فالسلطان هو الأتابك يلباي، ورضي الكلّ بذلك. وكانت الأراجيف قبل ذلك بأنّ السلطنة إمّا لابن العيني يختاره الجلبان، أو لخير بك.
ثم لما انبرم أمر الأتابك يلباي تكلّم في أمر الحلف فحلف يلباي على نسخة شريفة بما أرادوه، ثم حلف تمر بغا، ثم طلب من خير بك أن يحلف لهما أيضا، فوقع كلام كثير. وانفضّ المجلس ونزل الأتابك يلباي لداره، وقد ترشح للسلطنة والأمراء بين يديه. هذا، وخشقدم في السياق. وكان قد أرجف بالقاهرة بموته حين طلوع الأمراء للقلعة، فلما نزلوا تحقّقوا بقاوه (?)، وكثير من الناس يظن موته وأنه أخفي (?).