حاجب الحجّاب، وعدّة من العشرات للخروج إلى قتال بني عقبة بعد أن كتب إلى بلاط نائب الكرك، وإينال الأشقر نائب غزّة، أن يلاقوا التجريدة ويتعاضد الجميع على قتال بني عقبة (?).
وفيه ظهرت آثار الوعك على السلطان وهو مورّ بمرضه لم ينقطع عن المواكب بالحوش، وقد زاد به الإسهال.
وفي صفر في يوم الخميس عاشره أرجف بموت السلطان، وأشيع ذلك حتى بلغ السلطان، فأصبح في يوم الجمعة، فخرج إلى الصلاة لأنفته عن الاحتجاب، خصوصا وقد بلغه ما بلغه. وتقدّم الأمر للقاضي الشافعيّ بأن يوجز في خطبته ويخفّف في صلاته خوفا من الإسهال. وخرج السلطان قريب الزوال وهو ماش، بل مستند لأحد من الخاصكية، وهو يظهر الجلادة. هذا، والموت جاثم بحماه، فصلّى الجمعة وهو قائم لكنه في غاية الوعك وتغيّر اللون، وفرغ من الصلاة بجميع تعلّقاتها في أقلّ من أربع درج.
/ 181 ب / ثم لما خرج من الجامع قاصدا باب الحريم ماشيا عليه في طريقه، وسقط إلى الأرض، فرشّ على وجهه ماء الورد وأقيم فأدخل الحريم، ولم يخرج بعدها إلا محمولا على نعشه. وصارت الخدمة بعد هذا اليوم تقام بقاعة البيسرية داخل الحريم، إلى أن كان ما سنذكره بعد الإشاعات والأراجيف بقوّة مرض السلطان أشيع بأنه عوفي، وكان قد وجد من نفسه خفّة ونشاطا، فقام ومشى عدّة خطوات، فتباشر خواصّه [ب] (?) ذلك، وأشاعوا ما أشاعوا (?).
وفيه أفرج عن رئيس الطبّ وأمر بالنزول إلى داره. وكان قد اختشى من أمر مرض السلطان لما رآه قد انحطّ، وخاف على نفسه من قضيّة كقضيّة العفيف وابن خضر في موتة الأشرف برسباي، فاختفى، ثم دلّ عليه، فقبض وسجن بالبرج إلى أن شفع فيه (?).