/ 169 / [وفيه] (?) نودي بصعود التجار وأعيان السوقية في غد يوم المناداة إلى القلعة بين يدي السلطان، ولما تسامع الناس ذلك ظنّوا أنّ السلطان قد وقع في قلبه التلفّت إلى أحوال الناس وتفقّدهم في عمل مصالحهم وما يعود عليهم نفعه والنظر في أحوالهم ممّا حلّ بهم من جلبانه من الأذى والنكد والضرر البالغ وأخذ ما وضعوا أيديهم عليه بالتّعدّي، فهرعوا إلى القلعة، ولما اجتمعوا بها ركب السلطان إلى جهة القرافة، ثم عاد بعد أن تعالى النهار جدا وهم في انتظاره، وقد تعطّلت (?) الكثير من أسبابهم، فجلس السلطان بالدّكّة من الحوش وأخذ يكلّم التجّار ومن حضر بما معناه أنهم لا يشترون القماش بالجريدة أصلا وأنهم يشترون غاليا، وإذا باعوا باعوا بأغلا (?) من ذلك، فيتضاعف الغلوّ (?) ثم تكلّم بكلام كثير من نمط هذا ممّا لا فائدة فيه ولا طائل عنه، بل كان ذريعة لتسلّط جلبانه علّى الناس زيادة في التسلّط، ولله الأمر (?).
وفيه فقدت بغلة القاضي محيي الدين الطوخي أحد نواب الحكم الشافعية، ثم اطّلع على طبّاخ أخذها فذبحها وعمل من لحمها مدقّقات، وباع ذلك، فظفر به، وضرب أشدّ الضرب وطيف به شوارع القاهرة (?).
وفيه ترادفت الأخبار من جهة حلب بأنّ حسن الطويل قصد ملك أصلان بن دلغادر بجموع كثيرة وتواقعا، وأنّ حسن هزم ملك أصلان، ودخل في إثره إلى الأبلستين فنهب وأخرب غالبها، وأخذ منه خرت برت، فانزعج السلطان لهذا الخبر (?).