أهل فاس من السواد الأعظم على اليهود بها فقتلوهم عن آخرهم، ولم يخلص منهم، على ما بلغني من الثقات، إلاّ خمس (?) ذكور وستّ إناث اختفوا بحيث لم يطّلع عليهم. وكانت مقتلة هائلة آل الأمر فيها إلى ذبح [عبد] (?) الحق المريني صاحب فاس كما تقدّم، مع جلالة قدره وعظم شأنه ومملكته، وولي عوضه رجل من أشراف فاس يقال له محمد بن عمران.
وقد ذكرنا أصل هذه الكائنة برمّتها في تاريخنا «الروض الباسم» (?)، ومن أراد ذلك فلينظر عنه إن شاء الله تعالى.
وفيه خرج الحاج من القاهرة، وحجّ في هذه السنة قانبك (?) المحمودي أحد مقدّمين (?) الألوف (?).
[2618]- وفيه مات الشهاب ابن (?) الخطائي (?)، أحمد بن محمد بن علي بن طرنطاي المنكلي، التركيّ الأصل، المهمندار.
وكان رئيسا ضخما، له ذكر وشهرة ووجاهة، صاهر الخليفة المتوكل على الله على ابنته الست مريم، وزادت وجاهته، وولي المهمندارية، مع مروءة ظاهرة، وكرم نفس وسخاء.
وفيه خرجت تجريدة البحيرة، عليها تمربغا أمير مجلس، وجانبك المرتدّ، ومغلباي طاز، ومن الطبلخانات والعشرات عدّة (?).
وفي ذي قعدة بعث صاحب تلمسان قاضيها محمد بن الغسّاني رسولا عنه إلى صاحب