وكان عالما، فاضلا، ماهرا في الفنون، مجازا بالفتوى والتدريس، بارعا في الفقه، أخذ عن جماعة وسمع على جماعة، وملك فاس مدّة تزيد على الثلاثين ستة. وكان مغلوبا في أوائله مع بني وطاس الوزراء، وله في ذلك أمور يطول شرحها قدّمناها في تاريخنا «الروض الباسم» (?).
ولما ثار أهل فاس بها فقتلوا اليهود آل الأمر إلى قتل عبد الحق هذا ذبحا خارج فاس، وتملّكوا (?) عليهم نقيب الأشراف بفاس السيد الشريف محمد بن عمران.
وانقرضت بموت عبد الحق هذا دولة بني مرين بفاس كأنها لم تكن بعد أن دامت مدّة سنين، وملك بنو وطاس، وملّكهم إلى الأن، والفتن والشرور قائمة حتى خربت تلك الممالك بعد عظمتها وعمارتها وضخامتها وفخامتها.
وفيه خلع على الأتابك قانم التاجر بنظر البيمارستان المنصوري، ونزل إليه في موكب حافل جدّا (?).
وفي شوال خرجت تجريدة إلى جهة المنوفية والغربية لإخراج العربان المفسدين بها / 167 أ / في صورة الطائفين. وكان على هذه التجريدة أزبك رأس نوبة النوب، ويشبك الفقيه الدوادار (?).
وفيه خرج الوزير الببائي، وتمر الوالي، وخشكلدي البيسقي أحد العشرات وروس (?) النوب فبلغوا طائفة من العرب المفسدين بالجيزية وأحضرهم إلى القاهرة (?).
وفيه ورد الخبر وأنا بتلمسان (?) من فاس كائنة اليهود، وكانت كائنة عظيمة قام فيها