نفسه، فثار بمن قصده بمفرده، وطال واستطال، وخرج من بينهم فارّا إلى جهة القصر وهم في طلبه، ورأى جانبك في طريقه وهو مقتول ملقى، فجال جولة الأبطال وظفر بعض (?) فدافع بها عن نفسه، وصار يحطم عليهم هجما كلّما قربوا منه وأخرهم ينجوا (?) منهم، حتى تكاثروا عليه وأطاحوا به (?)، ثم تناولته السيوف حتى ظنّ موته فترك، فأتاه بعض إنياته، ووجد به رمق، فحملوه إلى طبقة (?). ثم مات بعد قليل.
وكان إنيا لجانبك ومن الخاصكية في أيام أستاذه الظاهر جقمق، ثم ولي بعدها الحسبة من غير تأمير، ثم تأمّر عشرة، ثم طبلخاناه. وكان شابا حشما، أدوبا، شجاعا، فصيحا.
ومن آثاره الجامع بالسبع سقّايات، وتربة لطيفة بقرب مشهد الإمام (?) الليث بن سعد (?)، رضي الله عنه.
وكانت قتلتهما كائنة هائلة غلّق فيها باب القلعة وكثر بها الهرج، وظنّ الناس الظنون. ولما تحقّق السلطان الحال بعث بثوبين بعلبكيّ (?) وأمر بتجهّزهما، فجهّزا وصلّي عليهما بباب القلّة، وحملا إلى محلّ دفنهما من القرافة. ولا زالا مصطحبان (?) في نعشهما حتى إلى تربة جانبك، فأدخل إليها، وتوجّه بتنم إلى تربته ولم يكن معهما إلاّ دون العشرة أنفس. وكثر القال والقيل لما شاع خبر قتلهما.
ثم قبض السلطان في يوم قتلهما على ستة أنفار من الأمراء الظاهرية العشرات وروس (?) النوب، وهم: سودون البرقي، وقانصوه اليحياوي نائب الشام بعصرنا كان، وأزدمر الإبراهيمي الطويل الذي صار حاجب الحجّاب فيما بعد وقتل، وطومان باي، ودمرداش الطويل، وتغري بردي ططر الذي صيّر / 155 ب / رأس نوبة النوب بعد ذلك، ووكّل بهم. ثم حمل سودون البرقي إلى سجن الإسكندرية. وأخرج اليحياوي وططر إلى طرابلس، وأطلق الثلاثة الباقين، فإنهم كانوا إيناليّة أشرفية، فنسبوا أنفسهم إلى الظاهرية نفاقا.
ثم أخذ أمر خشقدم من هذا اليوم يزيد ضخامة وحرمة، واستقلّ هو بالتدبير واستراح