قصّادها في هذا اليوم ليأذن لهم بالسفر وصحبتهم تغري بردي الطيّاري بالتقليد الخلعة، فحضروا والسلطان جالس والأمراء في مراتبهم، ومن جملة من حضر جاكم ولد ملك قبرس الذي لم يولّ، فخلع السلطان على القصّاد. [لما] (?) وتحقّق جاكم أنه لا يولّى قام من المجلس على قدميه مستغيثا باكيا متكلّما بكلام طويل مما من بعض معناه:
كيف يكون قد اتصل بالسلطان وصار تحت كنفه ونزيله، ولجأ إليه ووعده بملك أبيه وأخلف وعده! إلى غير ذلك من كلمات نحو هذا. فما التفت السلطان إلى كلامه وصمّم على ولاية أخته.
وقام جاكم فخرج من باب الحوش، ثم أعقبه خروج قصّاد أخته بخلعهم، وقد تمّ أمرهم، وإذا بجماعة من الجلبان وقد ثاروا بالقصّاد وتناولوهم بالضرب والبهدلة ومزّقوا ما عليهم من الخلع السلطانية، ثم صاحوا صيحة واحدة بأنهم لا يريدون إلاّ تولية جاكم. وكثر اللغط والعياط حتى كان أمرا مهولا. ثم أخذوا في سبّ برد بك الدوادار الثاني صهر السلطان، حتى من كثرة حنقه منهم وتغيّظه قال: قد عزلت نفسي. ودخل على السلطان طالبا منه الإقالة من الوظيفة، فلم يجبه السلطان. وطلب جاكم في الحال وخلع عليه بولاية قبرس. / 132 أ / واقتضى الحال تجهيز عسكر معه إلى قبرس، ونقض من أمر الملكة وقصّادها ما كان قد انبرم. وعدّت هذه من غرائب النوادر ونوادر الغرائب (?).
[2500]- وفيه مات يشبك طاز (?) المؤيّدي نائب الكرك، وهو على أتابكية دمشق. وكان مشكور السيرة.
[أتابكية دمشق]
وقرّر في أتابكية دمشق عوضه قراجا الظاهري الخازندار (?).
وفيه استقرّ في قضاء دمشق الشافعية الوليّ أحمد البلقيني، وصرف الجمال بن الباعوني (?).