شيخ الشيوخ بالخانقاه الشيخونية. وكان فريد عصره علما، وعملا، وخيرا، ودينا، وصلاحا ومعرفة بالفنون ذا حرمة، وهمّة، وعفّة، وزهد، وتنسّك، وتسلّك وتصوّف، صحب الأكابر من العلماء، ومن أهل القلوب. وسمع على جماعة. وولي عدّة وظائف سنيّة كالأشرفية، والشيخونية، وغيرهما، وتركهما باختياره زهدا وورعا، وكانت الظلمة (?) تهابه وتخشاه، والملوك وأرباب الدولة تعظّمه وتقصد حماه، وله عدّة تصانيف جليلة مفيدة في عدّة فنون، وقطعته الكبرى على الهداية لم يصنّف مثلها في فنّها.
ومولده سنة سبع أو ثمان، أو تسع وثمانين وسبعمائة (?).
وفيه وصل سودون القصروي أحد الدوادارية يخبر نصرة العساكر على ابن (?) قرمان وأخذهم الكثير من بلاده وقلاعه وحرقها ونهبها، وفراره هو، فسرّ السلطان بذلك، وضربت البشائر، وخرج الأمر بعود العساكر (?).
وفيه كان كسر النيل عن الوفاء، ونزل الشهاب أحمد ولد السلطان لذلك على العادة، ووقع فيه من النوادر أنّ جماعة من أوباش العامّة المتفرّجين المتهتّكين، أفطروا في هذا النوم من العطش الذي نالهم (?).
وفيه كانت مسايرة هجن ابن السلطان، وكانت مسايرة هائلة (?).
[2416]- وفي شوال مات جكم النوريّ (?)، أحد العشرات.