على نقلها ليلا خوفا عليها. وتسامع الجلبان ذلك فقصدوا الشونة ونهبوها. ووقع أمور مطوّلة، وأصبح الأمراء ففتحوا (?) الكثير منهم شونهم وفرّقوا العليق على مماليكهم عن شهور تعجيلا خوفا من النهب.
وزاد شرّ الجلبان في هذا الشهر وأذاهم، وخرجوا عن الحدّ (?).
وثار في أواخره جماعة منهم ركبانا ثايرين على الناس بشوارع القاهرة يأخذون العمائم والشدود والثياب وغير ذلك. وأنزلوا الكثير من الناس عن خيولهم وبهدلوهم، وأخذوا حتى لجم الخيل، وفعلوا ذلك من الضحوة الكبرى بالشوارع والكثير من الأزقّة، وتعدّوا في ذلك إلى بولاق، وحصل للناس بسبب ذلك ما لا خير فيه، حتى تهيّأت العامّة لإيقاع الفعل بهم.
وبلغ السلطان ذلك، فأمر بإشهار النداء بالتهديد لمن فعل ذلك، بعد حصول الضرر والأذى البالغ. وعدّت هذه من النوادر المستقبحة (?).
[2376]- وفيه مات شاعر العصر، الأديب، الفاضل، (الشمس النّواجي (?)) (?)، محمد بن حسن بن علي بن عثمان القاهري، الشافعيّ.