[137]- وفيه مات التاج المرّاكشيّ (?) محمد بن إبراهيم بن يوسف بن حامد الشافعيّ.
وكان عالما، فاضلا، بارعا، فقيها، نحويا، أخرج إلى دمشق بسبب منافرة بينه وبين القزويني، فبغته الأجل فجأة.
سمع على جماعة، منهم: محمد بن عالي، والتاج من الطبقة.
ومولده بعد السبعماية.
وفي جماد الآخر اتّفق طاز، ومغلطاي، ومنكلي بغا، على القيام على السلطان لما خافوه، فوافقهم النائب واتفاقهم على ذلك، وساروا بأطلابهم إلى جهة قبّة النصر، فبعث السلطان إليهم يسألهم عن سبب ركوبهم ويتلطّف بهم ويعلمهم أنّ إثارة الفتنة ليست بحسنة، فأعادوا إليه الجند بأنه اتفق مع مماليكه على القبض عليهم، ولا رجوع لهم عمّا هم فيه إلاّ إذا أرسل إليهم تنكز بغا، وألطنبغا، وأشقتمر، وملكتمر، وأنه لا بدّ من ذلك، فأجابهم وبعث بهم إليهم كسرا للشرّ، ظنّا منه أنهم إذا وصلوا إليهم يرجعوا عمّا هم فيه. / 36 أ / فحين وصل بهم إليهم قبضوا عليهم وبعثوهم إلى سجن خزانة شمايل. وبلغ السلطان ذلك، فشقّ عليه، وبعث إليهم بالنّمجاة (?) ودرقة الملك، وذكر لهم مع رسوله أنه خلع نفسه من السلطنة، وقام إلى الحريم، فبعثوا إليه بصرغتمش وقطلوبغا الذهبي، وآخرين، فدخلوا عليه إلى مكانه وأخذوه منه، فثار النساء بالحريم وأقمن الصياح والصراخ، وصاحت الستّ حدث بصرغتمش، وقالت (?) له: «هذا جزاؤه منك»؟ وأسمعته كلمات منكية. وأخرج إلى رواق الإيوان، ووكّل به من يحفظه. وعاد الخبر إلى الأمراء.
وزال ملك حسن كأنه لم يكن. وكانت مدّته هذه ثلاث سنين وتسعة أشهر ونصف، منها مدّة الحجر عليه ثلاث سنين، ومدّة الاستبداد نحوا (?) من تسعة أشهر. وأنه لما قبض على شيخوا ثبت رشده، واستبدّ بالأمور حتى خلع.