[2318]- وفي صفر، في ليلة الثلاثاء، ثالثه، كان موت جقمق العلائي (?)، الظاهري، الجركسي، السلطان الملك الظاهر، أبو سعيد، بين العشاءين (?) وأصبح فجهّز وصلّي عليه، وحمل إلى تربة قانباي الجركسي فدفن بها.
وكان له مشهدا حافلا (?).
وله زيادة على الثمانين سنة.
وكان في الأصل من مماليك / 183 / الأتابك أينال اليوسفي أو ولده أمير علي، وإليه ينسب.
ويقال إنه أجرى عليه عتقه، ولما تعارف بأخيه جركس في دولة الظاهر برقوق وكلّم برقوق في أخذه، وطلبه برقوق فبعث به إليه أخفى عتقه باتفاق بينه وبين جقمق لأمر ما هو ظاهر، وصار ند أخيه جركس.
ثم أجرى الظاهر برقوق عتقه عليه إن كان ملكه على ما أشيع بأنه عتيقا له (?).
ثم تنقلت به الأحوال على ما تقدّم حتى تسلطن.
وكانت مدّته نحوا من خمسة عشر (?) سنة، وهو في أرغد عيش وأهناه.
وكان ملكا جليلا دهّاء، يجلّ العلماء، ويقتني الكتب النفيسة، مع فهم جيّد، محبّا لتوسعة الأرزاق على الناس والأيتام، كريم النفس، سخيّا جدّا يكره اللهو والطرب، ويتجنّب المزاح، هادن الملوك القاصية والدانية، وكان شجاعا مقداما، عارفا بفنون الفروسية والرمي بالنشّاب، كثير البرّ والخير، جدّد الكثير من المساجد والجوامع، ولم