ثم بدر الخليفة بالثناء على ولده عثمان، وقال: لا يصلح لها غيره، وتبعه من حضره، وأحضروه وبايعوه بالسلطنة في الساعة الثانية من هذا اليوم، ولقّب بالمنصور، وكنّي بأبي السعادات، وأحضر له شعار الملك، فأفيض عليه، وأركب من الدهيشة إلى القصر، ومعه من يحضر في موكب حافل على العادة في يوم سلطنة من يتسلطن.
ولما دخل إلى القصر أنزل وأدخل إليه، ورفع على سرير الملك وقام الكلّ بين يديه.
وخلع على الأتابك إينال (?)، وعلى الخليفة، وكان يوما مشهودا من نوادر الأيام، كونه يتسلطن في حياة أبيه، وتمكينه في السلطنة. ونودي بسلطنته بشوارع القاهرة.
وكان / 181 / سنّه ثمانية عشر (?) سنة.
ولم يجعل له وصيّا ولا نظاما مدبّرا، وظنّ أنّ ذلك ممّا يثبّت به ملكه. وكان الأمر بخلاف ذلك.
ثم لما انفضّ الموكب قام السلطان من القصر عائدا إلى محلّ سكنه من الحوش، وعدّ ذلك من النوادر أيضا لكون العادة جرت بإقامة السلطان بالقصر، ومبيته به ثلاثة أيام (?).
وفيه وصل الحاج وصعد دولات باي أمير الحاجّ إلى القلعة فقبّل الأرض للسلطان المنصور بالحوش وهو على الدكة، فخلع عليه، ثم دخل دولات باي على الظاهر وهو مشغول بنفسه فقبّل رجله.