وفيه - في عشرينه - ظهرت على السلطان في مرضه أمارات الموت لشدّة ما هو فيه، فأخذ في التكلّم مع بعض خواصّه في خلع نفسه من الملك ومبايعة ولده عثمان في حال حياته، فروجع في ذلك، فلم يرجع، وبعث إلى الخليفة وقضاة القضاة والأمراء وأرباب الدولة من أهل الحلّ والعقد بأمرهم بأن يبكّروا إليه في يوم الخميس حادي عشرينه، فأصبح الجميع عنده، وفي الظنّ أنه يعهد لولده كما هي العادة المستمرّة، فبدر: «قد خلعت نفس من الملك، والأمر إليكم فيمن تختاروه» (?)، من غير أن يذكر ولده توقيت (?) أشياء، وطال الكلام (?).