وفيه خرج الحاج الرجبي إلى مكة المشرّفة صحبة لسونجبغا اليونسيّ (?).
وحج في هذه السنة جرباش كرد ومعه زوجته الخوند شقرا. وسافر جماعة كبيرة من الأعيان وغيرهم (?).
وفيه، في رابع عشرين مسرى، نودي على النيل بزيادة إصبع، وبقي على الوفاء أربعة أصابع، فجزم الكثير من الناس بوفائه في هذا اليوم، فأصبح وقد نقص ثلاثة أصابع، فأخذ الناس القلق واشتدّ اضطرابهم، وارتفع السعر عمّا كان، ثم نقص أيضا إصبعين.
وتقدّم الأمر من السلطان للخليفة بأن يتوجّه إلى المقياس ومعه قرّاء القرآن ويدعون الله تعالى هناك هم والناس بالسقي، ويعمل وليمة.
ودار المحتسب بالقاهرة والمنادي ينادي بخروج الناس إلى الصحراء للاستسقاء في يوم عيّنه وهو نصف الشهر.
ثم خرج الشرف المناوي قاضي القضاة في ذلك اليوم وهو ماش ومعه جمع وافر من الفقهاء والصوفية والفقراء والناس، وتتابع خروجهم، ثم تكامل جمعهم ما بين قبة النصر وتربة الظاهر برقوق، ونصب للقاضي منبرا صغيرا (?).
وحضر الخليفة وبقية قضاة القضاة والعامّة، وحضرت اليهود والنصارى، وصلّى المناوي بالناس صلاة الاستسقاء، وخطب ودعا وكثر تضرّعه، وأمّن الناس على دعائه، وكثر البكاء والنحيب، وارتفعت الأصوات، وقلبوا الأردية، ثم عادوا، ثم خرجوا كهذه في يوم آخر، ثم ثالثه في يوم الجمعة تاسع عشرة. وأخذ / 152 / الناس يتشامون (?) بوقوع الخطبة في هذا اليوم مرتين، ولهجوا بزوال ملك الظاهر، ولم يقع ذاك ولا القريب منه في هذه السنة.
ولم يزل النيل في زيادة ونقص حتى دخل شعبان، وكان ما سنذكره فيه (?).