في محرّم وقف العامّة للسلطان يشكون من مظالم الضامن وما أحدثه من الزيادة في ضرائب المكوس، فما التفت إليهم.
وكان قد حلّ بالناس من البلايا ما لا يعبّر عنه من إحداث ذلك والتجاوز عن الحدّ. وكانت حوادث قبيحة في دار البطّيخ ودار السمك، بل وفي سائر المعاملات. فإنّ هذا العدوّ لله كان من جهة الوزير منجك، وهو يجرف إليه الأموال جرفا. وتمكّن منه تمكّنا زائدا بحيث كان منجك يعظّمه جدّا ويقول: «هذا أخي» (?).
وفيه أوقع الشيخ حسين صاحب بغداد وهو وحيار بن مهنّا بطائفة من العرب وقتل منهم نحوا من المايتين، وأسر جماعة كثيرة، وفرّ منهم عدّة إلى جهة الرحبة، فبعث حيار بن مهنّا إلى باش الرحبة، وهو إذ ذاك ماردين النوري، وطلب منه تمكينه منهم، فامتنع من ذلك، فكتب إلى (?) السلطان، فعزله عن النيابة (?).
وفيه قدم إلى القاهرة الخواجا عمر بن مسافر، تاجر المماليك، بعد غيبة طويلة، وقدم معه صاحب حصن كيفا، فأكرما، وزاد شيخوا (?) في إكرام الخواجا عمر فإنه تاجره الذي كان قدم به / 31 أ / من بلاده ونسب إليه. وكان من جملة ما أحضره صاحب حصن كيفا من المتجر نحوا من ثلاثماية جلد سنجاب فرو، فروعي في متجره، وقدّم للأمراء تقادم جليلة. وبعثوا هم أيضا إليه بمال جليل. وأقام بمصر، وعاد بعد شهر إلى بلاده (?).