جرم يحذّره ويأمره بأن لا يدخل بين الفريقين، فما ارعوى، وحارب العرب، وانهزموا منه، ثم تقاعد واغترّ بنفسه، فعادوا عليه كارّين وهو في غفلة فقتلوه أشرّ قتلة، ومثّلوا به.
[2070]- وقتل مع دواداره طوغان (?)، وجماعة من مماليكه، وخرج طوغان نائب القدس فإنه كان معهم.
وكان قتله بعد ذلك سببا لفساد كثير ثار ودام مدّة بتلك النواحي.
وكان طوخ هذا من مماليك المؤيّد، وتنقّل إلى أن ولي نيابة غزّة، وكان لا بأس به في شجاعته وإقدامه لولا طمع عنده ومحبّة شديدة للدنيا.
وفيه سقطت مادنة (?) المدرسة الفخرية العتيقة بسويقة الصاحب. وكان قد حذّر سكان الربع المجاور لها، فلم يأخذوا حذرهم فارتدم حين سقوطها واجهة الربع بمساكن، ومات تحته جماعة، وأصبح يوما مهولا اجتمع فيه الحاجب الكبير، ووالي الشرطة، فحضروا على المرتدين، فأخرجوا جماعة من الموتى وبعضا من الأحياء مصابين، وسلم بعض قليل. وبلغ السلطان ذلك، فاستشاط وأحضر ناظر المكان. وكان إذ ذاك النور علي القليوبي أمين الحكم وأحد نوابه، فأمر بتوسيطه حتى شفع فيه، وجرّه الحال إلى تصريحه بعزل الحافظ ابن (?) جر عن القضاء، وإلزامه بديات / 100 / من مات تحت الردم، ولا تعلّق له بهذا المكان أصلا، فكان ذلك من غريب الأحكام ومن أشنع الحوادث (?).
وفيه قرّر في القضاء الشافعية الشمس القاياتي بعد أن طلب لبين يدي السلطان، وسوئل بذلك، فامتنع إلاّ بشرط إجابة السلطان إليها. ثم أحضر شعار القضاء، فقال: قبلت القضاء ولا ألبس خلعته، فأعفاه السلطان عنها. وعدّ ذلك من النوادر. ونزل الشمس المذكور من القلعة بثيابه البيض وعليه طيلسانه، ومعه جماعة من أعيان الدولة، منهم الدوادار الكبير.
ولما نزل بالصالحية بين القصرين قام بعض الرسل ليدّعي على الرسم المعهود فلم