حتى أبيع الفدّان بأكثر من ألفي درهم، وعزّ وجود اللحم والخضراوات (?).
وفيه ثار عامّة دمشق على جلبان نائبها ورجموه في يوم موكب هو ومن معه رجما متتابعا حتى كاد أن يهلك لولا انهزم فارّا من باب الجابية، وهم يوالون رجمه ورجم من معه حتى عبروا من باب النصر وأغلقوا أبواب دار السعادة فتسوّر العامّة إلى محلّ طبلخاناته فعبثوا بها وضربوا النّقارات والطبول بنعالهم بكائنة في حقّه وجمعوا الأحطاب لضرم النار فيها، فأدركه الأمراء والقضاة، وتلطّفوا بالعامّة حتى تفرّقوا، فكتب محضر بصورة الحال، وبعث به إلى القاهرة.
وكان السبب في ذلك أنّ العامّة وقفت لجلبان يشكوا (?) له من غلاء اللحم، ومن تحكيره بردداره. وكان البرددار اسمه عبيد بن الأقعد حكر (?) اللحم وصار هو الذي يتولّى الذبيحة، فغلا اللحم، فلما شكوا له لم يلتفت إليهم، فثاروا وفعلوا ما فعلوا. ولما وصل الخبر بذلك إلى القاهرة اشتدّ غضب السلطان على عامّة دمشق، فأمر بجمع القضاة الأربع (?) والمشايخ وأمراء الدولة، وعقد مجلس بسبب ذلك، وقريء المحضر الذي جهّز من دمشق، وأخذ السلطان يعدّد مساويء عامّة دمشق، ولم يحضر هذا المجلس القاضي الشافعي ولا الحنبلي لبطرهما (?)، فحنق السلطان منهما، حتى إنهما لما حضرا واستؤذن لهما لم يأذن بدخولهما. وطال الكلام في هذا المجلس، وصمّم السلطان بأنه يضع السيف في عامّة دمشق، وآل الأمر أن يلطف بالسلطان، وكتب لنائب الشام بتقوية يده وللعامّة بتهديدهم، وأن يقرأ المرسوم بالجامع الأمويّ على المنبر (?).
وفيه صرف الشمس الونائيّ عن قضاء دمشق وكتب توقيع التقيّ بن قاضي شهبة بعوده إلى القضاء (?).
وكان نائب الشام بعث يشكو (?) من الونائيّ، بل نسب إليه أنه ربّما كان سببا في تطميع العامّة.