أقبغا التمرازي نائب الشام، وجلبان نائب حلب، وإينال الأجرود نائب صفد، وطوخ مازي نائب غزّة، والوالد أتابك صفد / 43 / وقد رشّحه نائب الشام لنيابة ملطية ووعده بأن يكاتب السلطان هو والأمراء بأن يقرّره فيها، وطوغان نائب القدس، ووقع بينهم وبين إينال قتال كبير، وهزم إينال العساكر المصرية، وكاد أن يظفر بهم حتى ثبت قراقجا الحسني تحت السنجق السلطاني، وكاد مع ذلك أن يقصر، ثم ثبت الوالد في جهة أخرى وكان ذلك سببا للنصرة، ووقع قتال كثير ثاني مرة، فانهزم إينال بمن معه بعد أن قتل من الفريقين جماعة تزيد على الخمسمائة.
[1928]- فممّا قتل منهم: صرغتمش (?) الدوادار السلطان (?) بحلب، وجرح خلق كثير. وقبض على جماعة من أتباع إينال،
ووجد الوالد طبر إينال ملقى على الأرض وبه عدّة ضربات سيف، فاستدلّوا إمّا بموته أو فراره بغير طائل، وكتب إلى السلطان بالواقعة في يومها، وحضر القاصد بذلك قبل القبض على إينال الجكمي، ثم قبض عليه في ثاني يوم المكاتبة من قرية حرستا، وكوتب السلطان ثانيا بالقبض عليه وحمله إلى سجن قلعة دمشق. ودخل أقبغا التمرازي إلى دمشق واستولى عليها بغير ممانع (?).
[1929]- وفيه في يوم دخول أقبغا إلى دمشق قتل العامّة بها محمد المعروف بلبان شيخ كزك نوح (?) وولده محمد الحدثانيّ، وكان قد جاء بعشرانه مساعدة لنائب الشام على الجكمي، ولما دخل نائب الشام إلى دمشق كان في جملة من صحبه. ولما نزل نائب الشام بدار السعادة، وتوجّه الأمراء كلّ إلى منزله، فوجّه بلبان فيمن توجّه، حتى كان عند المصلّى ثار بعض أوباش عامّة دمشق وسفلتها يعبثون ببعض أتباع بلبان، فصاح: «أبا بكر» مكرّرا ذلك. يريد نكاية جماعة بلبان، بل ونكاية بلبان نفسه، لكونهم يتّهمون بالرفض، فح (. . .) (?) بعضا منهم، فمال على القائل ذلك فضربه، فوثب العامّة يدا واحدة بالحجارة حتى قتلوا بلبان وولده وجماعة من أتباعه تزيد على خمسمائة بغير سبب ولا أمر سلطاني، وما انتطح في ذلك شاتان. وكان ذلك من أشنع الحوادث. وبالله المستعان (?).