الذهب والفضة بيده على العادة، فقاتلوا معه قتالا شديدا، وترك الجند قرقماس إلى السلطان إلاّ القليل من الأشرفية، وانهزم قرقماس، وثبت قانصوه النوروزي بمن معه، وقاتل إلى بعد العصر، وحرّقت أبواب مدرسة الناصر حسن، وتسلّق الخارجين (?) عن الطاعة إلى موادنها لولا الهزيمة لكان لهم شأن، لكن نصر الله جقمق الظاهر وخذل قرقماس، ثم قبض عليه وجهّز إلى الإسكندرية، وزال كأنه لم يكن.
وكانت فتنة قرقماس من الفتن المشهورة المذكورة إلى الآن، وعمل العوام فيها الأقوال والأناشيد والكلام على تفصيل جرياتها يطول (?).
وفيه قرىء تقليد السلطان بالقصر على العادة، وجرى بين السعد بن الديري القاضي الحنفي، والقاضي ابن (?) حجر القاضي الشافعي كلام بسبب القضاة، تغيّظ منه ابن (?) حجر فقال: قد عزلت نفسي في الملأ العام، فتلافى السلطان خاطره، وقال: قد أعدتك. فقبل واسترعى على السلطان تجديد ولايته وخلع عليه وعلى رفقته، وأعاد إليه عدّة أنظار كانت خرجت عنه في دولة الأشرف برسباي (?).
وفيه عقد مجلس بالقلعة بالقضاة والمشايخ بالجامع الناصري، وحكم البساطي قاضي المالكية بهدم (سلالم) (?) مواذن (?) المدرسة الحسنية وبهدم سلالم (?) سطحها، وألزم الناظر ذلك، فمضى وفعل ذلك، وعدّ هذا من نوادر الأحكام (?).
وفيه قبض على جماعة من الطائفة الأشرفية وسجنوا بالبرج من القلعة (?).