لنزولهم من القلعة يوما مشهودا اجتمع الناس لرؤيتهم (?).
(وفيه خلع علي الطواشي عبد اللطيف العثماني وقرّر في تقدمة المماليك (?)) (?).
وفيه أنفق على الأمراء الذين قدموا من السفر مال كثير بعد أن حضر عند الأتابك، فبعث به إلى السلطان، وخلع عليه بحضرته (?).
وفيه ركب السلطان من الحوش، وركب معه الزين عبد الباسط ناظر الجيش ونزلا إلى الميدان تحت القلعة للتسييرية فركب الأتابك جقمق نظام الملك وفي خدمته جميع الأمراء / 25 / ما عدا قرقماس أمير سلاح، وأركماس الظاهري الدوادار، فدخلوا إلى السلطان بالميدان، فلما رآهم الزين عبد الباسط ترجّل عن فرسه ونزل الأمراء عن خيولهم وقد وقف السلطان على فرسه فقبّلوا الأرض بين يديه ووقفوا وتقدّم الأتابك جقمق حتى قرب من السلطان، فقبّل رجله في الركاب وحادثه ساعة، ثم أحضرت خلعة فخلع بها على يشبك المشدّ حاجب الحجّاب وقد عوفي، وكان ملازما الفراش من يوم قدومه من السفر، وانصرف الجميع عائدين في خدمة نظام الملك وهو يظهر الإذعان بالسلطان والإشفاق عليه وينفّر عنه الوهم ولا يظهر غرضا في وثوبه على الأمر أصلا بل يتصولح ويتمشيخ ويدعوا (?) ببقاء السلطان وبصلاح الحال والتئام الكلمة واجتماع النفوس. ثم بعث في يومه هذا إلى قرقماس بالزين عبد الباسط وبتمراز رأس (?) نوبة النوب، وبقراجا الأشرفي يلومه على التأخّر عن الخدمة، والتلطّف بخاطره، وكان قد أضمر هو أشياء، وصار جماعة يتردّدون إليه وهو طامع في أن يلبي الأمر ولا يرى جقمق شيئا، سيما وجقمق يظن أنه لا غرض [له] في بداية الأمر. فلما دخل إليه الجماعة لم يزالوا به حتى أركبوه وصعدوا به إلى الأتابك جقمق فاختلى به وحصل بينهما عتاب ثم تحالفا، وقام فأركبه الأتابك فرسا بالقماش الذهب والزركش (وعاد إلى داره ومعه تمراز وقراجا فأعادهما وقد أركبهما من خاصّ خيله