وفيه كان توسيط رئيسي الطب، وهما:
[1899]- العفيف (?) بن أبي البركات شمس الدين بن وهبه بن يوحنّا بن جلب الملكي، الأسلمي.
[1900]- وزين الدين خضر الإسرائيلي (?).
وكانا قد خلع عليهما قبل ذلك. وكان السلطان قد حرص على الحياة وساءت (?) أخلاقه، فتوهّم أنّ الأطبّاء يقصّرون في تدبيره، وأنهم أخطأوا فيه، فطلب عمر بن سيفا الوالي وأمره بأن يأخذ العفيف فيوسّطه، وكان قد سبق خضر بالدخول، فجاء خضر مستعجلا قبل أن يخرج بالعفيف، فحين وقع نظر السلطان عليه أمر به الآخر فأخرجا للتوسيط.
وكان عند السلطان جماعة / 13 / من خواصّه، مثل ابن (?) نصر الله كاتب السرّ، وجوهر الخازندار، وغيرهم، فقاموا على أرجلهم وقبّلوا الأرض وأخذوا في التلطّف، وسألوه الشفاعة، فصمّم على ما هو فيه من توسيطهما. هذا والوالي خارج عن السلطان وهو متوقّف في أمرهما، والسلطان يبعث واحدا بعد واحد يستعجل الوالي في توسيطهما وهو يتباطأ رجاء أن يقع العفو والشفاعة حتى جاءه (?) إنسان من أشدّاء جماعة السلطان، فلم يجد بدّا من ذلك، فوسّطهما.
فأمّا العفيف فاستسلم.
وأمّا الآخر فجزع ووسّط توسيطا شنيعا لتلوّيه وصياحه، ووعد بمال، فلم يقبل منه، وحملا إلى أهاليهما. وكانت هذه من أقبح الشنائع، وانطلقت الألسن بقالة السوء في السلطان، ومن حينئذ ما انتفع السلطان بنفسه حتى لحق بهما، وسيقفا بين يدي خالقهما ويخلّص حقهما (?).