وفيه شنّع الوباء ببلاد العراق خصوصا بعانة بحيث لم يبق بها إنسان وخلت عن آخرها، واستولى أمير الملا غادر بن نعير على موجودهم بأسره (?).
وفيه أيضا شنّع الموتان في أهل الرحبة حتى عجزوا عن موارات (?) الموتى وألقوا منهم العدد الكبير في نهر الفرات. وشنّع أيضا الموت في تلك النواحي في ديار العربان وأذواق التركمان حتى خلت وصارت دوابّهم مهملة بغير رعاة (?).
وفيه أحصي من مات بغزّة منه فقط فكانوا زيادة على الإثني عشر ألفا (?).
وفيه وردت الأخبار بعموم الطاعون ببلاد الفرنج أيضا وبخلوّ عدّة مدن وقرّى ببلاد المشرق لموت أهلها، وحكيت في ذلك نوادر يطول شرح ذكرها (?).
وفي شوال في يوم العيد تزايد عدد الموتى بالقاهرة على المائة إنسان، وأمّا بمصر وغيرها من نواحي البلد فكثير أيضا، وكان أكثره بنواحي الصليبة وجامع ابن (?) طولون (?).
واستهلّ هذا الشهر وقد حلّ الكثير من الفقر والأنكاد ووقوف الحال والكساد ما لا يعبّر عنه.
وفيه اشتدتّ وطأة دولات خجا المحتسب على الخلق لشدّة بطشه لا سيما وقد بلغه