وقرّر جانبك الناصري المعروف بالثور حاجب ميسرة في شادّيتها وفي إمرة الجند الراكز بمكة، وأنعم عليه بألف دينار وبأشياء أخر، وعيّن معه ماية وعشرين من المماليك السلطانية سوى ثلاثين مملوكا في خدمته (?).
وفيه أعيد يونس خازندار نائب حلب إلى أستاذه، وكان قدم قبل ذلك بأخبار العسكر ووصولهم إلى الأبلستين، ثم خروجهم منها إلى حلب بعد ما عاثوا فيها ونهبوا، وأخربوا، وبعث معه السلطان بالخلع وبأموال لنائب حلب وللأتابك جقمق ولمن معه من الأمراء، ولعدّة، أمراء عربان ببلاد حلب. وكانت هذه النفقة نحوا من عشرين ألف دينار (?).
وفيه قام إنسان يقال له الشيخ ناصر الدين محمد بن علي الطنتداوي في هدم الدير الذي في الوجه البحري، فحضر الشيخ / 698 / ناصر الدين هذا مولد السلطان وأخرج محضرا من يده يتضمّن أنّ النصارى يقصدون هذا الدير في كل عام ويحجّونه ويجتمع فيه من النصارى والمسلمين جمعا وافرا (?) للفرجة والتجارة، حتى صاروا يضاهون في ذلك أهل الموقف بعرفة، ويقع منه من المفاسد ما لا يعبّر عنه، وأنّ العلماء أفتوا بهدم هذا الدير وإزالة تلك العادة، ففوّض السلطان الأمر في ذلك للقاضي المالكي، فأقام (?) المالكي في ذلك حقّ القيام، وفتر العزم عن هذه في هذا العام حتى كان العام الآتي فهدم، ولله الحمد (?).
وفيه نودي بالسفر إلى مكة صحبة جانبك، وابن المراة، فتأهّب الناس لذلك (?).
وفي ربيع الآخر ركب السلطان من قلعته وسار فشقّ القاهرة وخرج من باب القنطرة قاصد (?) الصيد، وعاد في غده، ثم خرج في أواخره للصيد ثانيا (?).