وفيه اجتمع القضاة الأربع (?)، وجماعة من الفقهاء والمشايخ والأمراء وغيرهم بالجامع الحاكمي (?)، وقرأوا فيه القرآن العظيم ودعوا وتفرّقوا، ثم اجتمعوا ثانيا في عصر ذلك النهار ودعوا للاستسقاء، فأغاث الله تعالى الناس بمطر غزير (?). ولله الحمد على ذلك.
وفيه كادت أن تثور فتنة، وأشيع ذلك حتى امتنع النائب من الركوب في الموكب وقال: إنّي تركت النيابة لأنه قد بلغني أنّ الأمراء المظفّرية قصدهم إثارة الفتنة، واتفقوا على القبض على ألجيبغا وطنيرق، فأنكرا ذلك، فخافهما أرغون الكاملي، وأنه واعدهم على الركوب والقبض على النائب منجك، فاعتذر ألجيبغا بعذر غير مقبول، ففهم ذلك وما رمي به. فخلع عليه بنيابة طرابلس، وعلى طنيرق بإمرة في دمشق، وأخرجا من يومهما، ثم شفع / 43 أ / في طنيرق، وتوجّه ألجيبغا (?).
وفي ربيع الآخر كان العمل في الجسر من الجيزة إلى المقياس، ومن الروضة إلى جزيرة أروى. وكانا جسرين عظيمين، أحدهما طوله مايتي (?) قصبة في عرض ثمان قصبات، وارتفاعه في أربع قصاب (?)، والآخر طوله ماية قصبة وثلثي (?) قصبة. وردم فيه من مراكب الحجر اثني عشر ألف مركب، سوى التراب والطين، ونفق عليهما من المال ما لا يدخل تحت حصر. وجبى فيه منجك من الأموال التي فرضها على الناس ما لا يعبّر عنه، وشرح ذلك يطول، وهي مشهورة في عدّة من التواريخ.
وكان منجك قد أعيد إلى الوزارة في هذا الشهر (?).
[88]- وفيه مات الزين البلفيائي (?) عمر بن محمد بن عبد الحكم بن عبد الرزّاق بن جعفر الشافعيّ.