وفيه قرّر نوكار الناصري، الخاصكيّ في شادّية جدّة، وقرّر معه العلم عبد الرزاق الملكي في نظرها عوضا عن السعد بن المراه، فسافر بعد أيام في البحر الملح (?).
وفيه كتب إلى سودون المحمدي المقيم بمكة المكرّمة بالتكلّم في نظر الحرم، (وكتب) (?) بأن لا يؤخذ من تجّار الهند الواردين إلى جدّة بالبضائع سوى العشر فقط، وأن يؤخذ من تجار مصر والشام إذا وصلوا جدّة بالبضائع من اليمن عشران، وأن يؤخذ جميع ما يحضر به من تجار اليمن من غير ثمن، ووصلت هذه المراسيم إلى مكة بعد ذلك، وقرئت بالحرم تجاه الكعبة مقابلة الحجر الأسود، وقعد السيد الشريف بركات بن عجلان صاحب مكة يدافع السلطان في أمرها، وما عمل، ولله الأمر (?).
وفيه كانت فتنة المماليك ثاروا من طباقهم بالقلعة ونزلوا مسحرين إلى القاهرة طالبين القبض على المباشرين بسبب تأخّر جوامكهم عن العادة. وكان قد أحسّ المباشرون الشرّ من ذلك، ففرّوا من ديارهم، فأتى المماليك إلى دار الزين عبد الباسط ونهبوا منه ما وجدوه، ثم توجّهوا إلى دار ابن (?) الهيصم الوزير والأستادار ابن (?) كاتب المناخ، فنهبوا ما قدروا عليه وما ظفروا بأصحاب الدور، وكان يوما شنيعا فتحت أسواق القاهرة في غده مغلقة، وماج الناس في الشوارع والأزقّة، واختفى الكثير من الأعيان من دورهم. وكانت الإشاعة فشت عقيب هذا الفعل في اليوم الثاني بنزول المماليك ثانيا. وكانت إشاعة كاذبة سكنت الناس لما تبيّن كذبها (?).
وفيه قرّر في الوزارة كريم الدين ابن (?) كاتب المناخ الأستادار عوضا عن ابن الهيصم، وقرّر ابن (?) الهيصم بعدها في نظر الدولة بعد أمور جرت على كريم الدين (?).