وقال: والي، ولا، ولا. فألحّ عليه، فلما حضر عند الأشرف أنس به، وكالمه (?)، فرأى عليه آثار النجابة، فوقع منه بموقع، ثم شافهه في ولاية النظر، وقال: هل تقدر تسدّ ذلك؟
فأجابه بأنه إن يسّر الله تعالى عليه، وكانت عناية السلطان معه سدّ ما هو فوق ذلك، فأعجبه جوابه، وقرّر معه أن يصعد إليه في بكرة غد نهاره ذلك، فصعد، فخلع عليه بذلك، وخرج مسافرا إلى اسكندرية بعد أيام، وباشر النظر مباشرة حسنة أوجبت له الشكر عند السلطان حتى رقّاه إلى الحجوبية بالثغر، مضافا للنظر، ثم إلى النيابة مضافة لهما على ما سيأتي ذلك في محلّه، وكان هذا أول ظهور الوالد في الدولة.
وفيه ركب السلطان بعد الموكب ومعه ناظر الجيش الزين عبد الباسط، وكاتب السرّ، والتاج الشوبكي، ونزل إلى البيمارستان المنصوريّ للنظر في أحواله حيث لم يزل نظره لأحد بغير صرف الأتابك سودون من عبد الرحمن، ثم أقام الطواشي جوهر الخزندار متحدّثا عليه (?).
وفيه قرّر في كشف الوجه البحري أقبغا الجمالي عوضا عن حسن بك بن سقلسيز التركماني، وأضيف إليه كشف الجسور أيضا (?).
[1788]- وفيه مات [عالم] (?) تونس وإفريقيّة، بل المغرب كلّه، أبو عبد الله بن القمّاح (?)، محمد بن محمد بن محمد القرشي، المالكيّ.
وكان فاضلا حنفيا بالحديث، سمع من ابن (?) عرفة، وجماعة، وحجّ فسمع من جماعة منهم: ابن (?) موسى، ومن البرهان الشامي، وحدّث بالكثير، وبالإجازة العامّة / 663 / عن العراقي. وكان محبّا في الحديث وأهله.