وكان كاس هذا كافرا، فثار على شهاب الدين صاحب بنجالة وملكها منه، وكان شهاب الدين مملوكا للسلطان سيف الدين حمزة بن أعظم شاه بن إسكندر شاه بن شمس الدين. ثم ثار جلال الدين هذا على أبيه الكافر وقد أسلم، أعني جلال الدين ويسمّى محمدا، وملك بنجاله من أبيه، وأظهر الإسلام، وجدّد مآثر جليلة، وأعاد المساجد التي خرّبها والده، واعتنى بإقامة شعائر الإسلام، وحسن إسلامه جدّا، وجاءت رسله إلى القاهرة للسلطان بهدايا وللخليفة، وطلب التقاليد بولاية بنجالة، وبعث مالا إلى مكة فرّق بها. ودام مدّة على سلطنة بنجالة.
ولما مات أقرّ بعده ولده أحمد شاه، ولقّب المظفّر.
وفيه قرّر إينال الششماني في نيابة صفد عوضا عن مقبل (?).
وفيه طلب السلطان الوالد خليل بن شاهين الصفوي، المنفيّ - تغمّده الله برحمته -، وسأله مشافهة في ولاية نظر الإسكندرية، فأجاب إلى ذلك، وكان سنّه نحوا من ثلاث وعشرين سنة.
وكان قد قدم مع الجدّ من القدس، وأقام بالقاهرة (?) على سيرة حسنة، مشتغلا بالعلم يتردّد إلى خشداشيّ والده من أكابر الأمراء وهم يبالغون في إكرامه لحسن سمته ودينه، مع شبوبيّته، ورتّب له عن ما أمر منهم مرتّبات تكفيه في أمر معاشه.
وكانت عمّتي أخت الوالد الستّ / 662 / صفر ملك قد تزوّجت بالخواجا صارم الدين إبراهيم بن الخواجا قرمش، وله اتصال بالأشرف، فاتفق يوما أن حضر إليه في خلوة، وبينا هو في منادمته إذ قال له: قد أعياني أمر ناظر الإسكندرية ابن (?) الصغير، ولو وجدت كائنا من كان لولّيته نظرها، أهل على ذهنك من يسدّ ذلك؟ فأجرى الله على لسانه ذكر الوالد ومدحه له، ووصفه بالمعرفة والكتابة الجيّدة، وحسن السيرة. وقال: بأنه ولد فلان وأخته معي، فأمره بإحضاره إلى بين يديه فأحضره في الحال بعد أن تمنّع الوالد،