وكان والده طرقيّا من العامّة، واتّصل هو بالأشرف فصيّر دوادارا، ثم زردكاشا، ثم ترقّى إلى نيابة الإسكندرية ومرض بها، وطال مرضه حتى استقدم إلى فوه، ثم القاهرة وبغته الأجل بها.
وذكر بعض أن أباه كان من أوجاقية الإصطبل، وأنّ والده كان دوادارا نائبا عند الأشرف في أيام إمرته.
[نيابة الإسكندرية]
وفيه قرّر في نيابة الإسكندرية جانبك الناصري المعروف بالثور (?)، وهو الذي ولي عنه الوالد - أعني الغرس خليل - نيابة الإسكندرية بعد قليل، كما سيأتي في محلّه (?).
[1733]- وفيه مات الجدّ شاهين الشيخي (?) الصفوي.
وكان خيّرا، ديّنا، شجاعا، سالم الفطرة، حسن العشرة، ملكه الظاهر برقوق / 637 / بعد موت شيخ الصفوي، وجرت عليه أمور يطول الشرح في ذكرها، ثم قرّر في شادّية القمامة بالبيت المقدّس، وبه ولد له الوالد سنة ثلاث عشرة وثمانماية. ثم ولي نيابة المقدس في دولة المؤيّد، ثم استقدم إلى القاهرة وبها مات، وله نحوا (?) من ثمانين سنة، ودفن بالقرافة.
وفيه ذكر المنجّمون وأهل الحساب أنّ الشمس تكسف في ثامن عشرينه، فتهيّأ السلطان لذلك والناس، ونودي بالقاهرة قبل ذلك بأن يصوم الناس ويفعلوا الخير، ثم ترقّبوا الكسوف في الوقت الذي أنذر به، فلم يقع كسوف حتى حنق السلطان وأراد أن يبطش بمن أنذر به، وأنكر الناس عليهم ذلك.
ثم ورد الخبر بأنه وقع بجزيرة الأندلس في يوم الثامن والعشرين كسوف أتى على جميع جرم الشمس إلاّ مقدار الثمن منه، وذلك بعد نصف النهار. وتعجّب الناس من ذلك، والسرّ عند الله (?).