(مبايعة السلطان حسن ولقّب بالناصر
وكنّي بأبي المعالي) (?)
وفيه في يوم الثلاثاء رابع عشره كانت مبايعة الناصر حسن بالسلطنة، وكان اتفاق الأمراء على ما قد بيّناه من البعث إلى نائب الشام لاستشارته، فأعجلهم المماليك السلطانية، وأرادوا الركوب إلى قبّة النصر، وأضمروا، بل صرّحوا بأنهم يقيموا حسنا (?) في السلطنة، فخاف الأمراء من آفة التأخير، واتفق رأيهم على إقامة حسن، فاستدعوا به من مكانه، وسنّه نحوا (?) من أحد عشر (?) سنة حينئذ، وكان يدعى «قماري» وهو كان يسمّي نفسه «حسن». ماتت أمّه في صغره، وكفلته الخوند أردوا وأحسنت في تربيته، فلما حضر بايعوه بالسلطنة وأفاضوا عليه / 20 ب / شعارها وأركبوه على العادة، وسار الكلّ بين يديه. ولقّب بالناصر، وكني بأبي المعالي، فقال للنائب في أثناء ذلك: «يا أطا»، يعني يا أبي، «أنا ما اسمي قماري، إنّما اسمي حسن». فقال له: «والله هذا اسم حسن وفأل حسن يا خوند، على خيرة الله»، ثم حلفوا له وحلف لهم، واستقرّ في السلطنة، وقبض على حواشي المظفّر وعلى حظيّته كيدا، وألزموا بما أخذوه من الأموال، وأظهر بعضا (?) من الخدّام حاصلا تحت يده فيه ما يساوي زيادة على مايتي ألف دينار (?).
ثم قبض على آق سنقر أمير جاندار زوج أمّ المظفّر، وعلى منبر السّحرتي مقدّم المماليك (?). ووقعت أشياء يطول شرحها.
وكان (?) المشورة والتدبير إلى تسعة من الأمراء، وهم: بيبغاروس القاسمي، وألجيبغا (?) المظفّري، ومنكلي بغا الفخري، وطشتمر طلليه، وشيخو العمري، وطاز، وأحمد شاد الشراب خاناه، وأرغون الإسماعيلي، وأرقطاي النائب.