وكان إماما عالما، بارعا حافظا، محدّثا، مقرئا، ماهرا في القراءات والحديث مبرّزا فيهما. وله عدّة تصانيف جليلة في علم القراءات كتابه «النشر» (?) وغيره أيضا. وانتهت إليه الرياسة في الإقراء، وجال البلاد وعمّم وأكرم من الملوك، وولي قضاء شيراز عن تمرلنك.
وسمع من جماعة، منهم ابن أميلة.
وفضائله وشهرته تغني [عن] مزيد التعريف به.
ومولده سنة أحد (?) وثلاثين وسبعماية.
وفيه كانت كائنة قصروه نائب حلب مع قرقماس بن نعير، خرج إليه بعساكر حلب، واشتغل بالنهب قريبا من قلعة جعبر، فخرج عليهم العرب واقتتلوا، فقتلوا كثيرا من عسكر حلب وسلبوهم، وقتل منهم أتابك حلب. وعادوا في أسوأ حال (?).
* * *
وفيها - أعني هذه السنة - كانت بلايا بكثير من بلاد الإسلام وغيرها من أوبئة وملاحم وفتن وموت بطاعون وتقتيل وغرق، وغير ذلك مما لا يضبط حدّه، وذلك ببلاد مصر والشام والروم والعجم وتبريز وبغداد وبلاد الدشت وبلاد الفرنج والحبشة والمغرب أقصاه ووسطه وأدناه، وببلاد الروم، وعامّة ممالك الإسلام، والكثير بغالب المعمور من الأرض، وكانت من نوادر السنين (?).