وفيه جمع السلطان العلماء عنده، وكان قبل ذلك أمر بالاستفتاء في أمر الطاعون، وهل يشرع الاجتماع للدعاء برفعه أو يقنت له في الصلوات، وما الذي قال فيه العلماء، وماذا وقع لهم في الزمان الماضي في أمره. فكتب جماعة من أهل المذاهب الأربعة كلّ بما ظهر له، وما ذكروا أنّ الإجماع شهر عن أحد من السلف، وذكروا أنّ المبتغى التوبة والكفّ عن المظالم إلى غير ذلك، فلما قرئت الفتيا قرّر عند السلطان اجتماعهم قال: إذا لم يكن الخروج مشروعا فأنا لا أخرج، ولكن يبتهل الناس إلى الله تعالى. ثم سألهم عن المراد بالمظالم؟ فأخذوا يذكرون له أشياء خجلة، ومنهم من فصّل وذكر ما حدث من المظالم الثلاثة في أيامه، وهي: التشديد على التجار في بيع البهار للسلطان، وقضية طرح القطرون على الباعة، وقضية تحكير القصب السكّر، فما تحصّل جواب طائل عن ذلك.
وأمّا أمر السلطان القضاة والحكام من الأمراء أن يأمروا الناس بالتوبة ويمنعونهم عن الفساد والفسق، ونودي بمنع النساء من الخروج إلى الترب، وانفضّ المجلس على ذلك (?).
وفيه بعد انفضاض هذا المجلس دخل من أخبر السلطان بأن ولده الأكبر محمد قد طعن (?).
[1695]- وفيه مات الزين قاسم بن كمشبغا (?) الحمويّ.
وكان أحد الحجّاب بالقاهرة، وكان والده أتابكا، وقد مرّ ذكره في محلّه.
[1696]- وفيه مات الشيخ علي الرفاعي (?).
وكان إنسانا حسنا.