فماتت وهي راكبة، وصارت ملقاة بالطريق يومها كلّه. ثم لما بدت (?) رائحتها تتغيّر حملت ودفنت، وما عرف أهلها، وكان الإنسان في هذا الوباء إذا مات أسرع إليه التغيّر في سرعة مع برد الزمان (?).
[1690]- وفيه مات المظفّر أحمد (?) بن المؤيّد شيخ بثغر الإسكندرية هو وأخوه إبراهيم، ودفنا بالثغر. ثم بعد عدّة شهور حملا إلى القاهرة ودفنا بالقبّة المؤيّدية، ولم يبق للمؤيّد بعدهما ولد ذكر.
وفيه شنّع الموت بالخانكاه السرياقوسية، وكان يموت بها نحوا (?) من مايتي نفر في كل يوم، وكثر أيضا، بالمنوفية والقليوبية حتى صار يموت في الكفر الواحد ستماية إنسان (?).
وفي جمادى الآخر تزايد الوباء جدّا، وكثرت عدّة الأموات حتى زادت على الثلاثة آلاف في اليوم، وصار الناس في أمر مريج، وصنع كثير من أهل الخير نعوشا للسبيل وصارت لا توجد النعوش، فيحملون الموتى على الأبواب والألواح والبسط وغير ذلك. وانذهل الخلق، وتعطّلت الأحوال حتى المعايش، وارتفعت أسعار الثياب التي هي الأكفان كالبعلبكيّ، والبطاين وغير ذلك. وارتفع أيضا سعر ما يحتاج إليه المرضى لكثرتهم، مع أن المعالج بالأدوية كان القليل منهم، لأنّ الموت كان سريعا وخيما، وعظم الوباء في المماليك السلطانية (?).
وفيه ورد الخبر بشناعة الموت بفوّه وكذا بلبيس، وابتدأ بالصعيد الأدنى، وكثر