وفيه خرج الحاج وأميرهم على المحمل قرا سنقر.
وفيه خربت مدينة الرها على يد العسكر المصرية بعد أن ساروا إليهم، ولما نزلوا على المدينة بعث أهلها يطلبون الأمان فأمّنوا، ثم انتقض ذلك، ووصل هابيل بن قرايلك من قبل أبيه بجيش ووقع بينه وبين عساكر مصر قتال شديد وأخذوا المدينة، ثم حاصروا القلعة حتى أخذوها وأوقعوا النهب والتخريب والتحريق والسبي بهما، وفعلوا أفعالا لا يفعلها الكفّار، وقبض على هابيل وتسعة من أمرائه وخواصّه بعد تأمينهم، وكانت كائنة فظيعة. وفيها من الخلق والنساء والأطفال قتلا وحرقا ما لا يحصى عددا، ولله الأمر (?).
وفي ذي قعدة نودي على النيل بزيادة سبع أصابع تتمّة خمسة عشر ذراعا وتسع عشرة إصبعا. ووافق ذلك ثاني عشر مسرى. ثم توقّفت الزيادة أياما ونقص النيل لانقطاع بعض الجسور من فساد عملها، وغرقت عدّة جرون (?) تلف فيها ما شاء الله من الغلال، وأخذ الناس في التكالب على الغلال خوفا من الشراقي (?).
وفيه نزل السلطان إلى الآثار النبوية ودعا الله تعالى بأن يغيث عباده بالنيل، فأغاث الله تعالى في ثاني يوم نزوله وحصل الوفاء في سابع عشر مسرى، ونزل سيدي محمد ولد السلطان فخلّق المقياس، وفتح الخليج بين يديه على العادة (?).
وفيه وصل الخبر بأخذ الرها على ما شرحناه فيما تقدّم في شوّال. وكان أخذها غريبة نادرة في الإسراف في القتل والسبي والنهب والحرق وهلاك النساء والأطفال بأسباب متعدّدة، فكانت / 619 / كائنة من أعظم المصائب وأفظع الغرائب (?).