الدين السلجوقي، على ما زعم، أمر أن من أمر فألجأته الضرورة إلى القدوم على السلطان ودخلوه تحت كنفه تراميا عليه في أخذه بلاده وضمّها إلى مكة مصر، وإقامته هو في خدمة السلطان حتى يتسلّم من يولّيه السلطان البلاد، وابتاع السلطان منه ثلاث (?) من القلاع بخمسة آلاف دينار أخّر قبضها حتى تدخل في حوزة السلطان. وكان ما ذكرناه (?).
/ 602 / وفيه جهّز إلى ناصر الدين محمد بن دلغادر خاصكيّا يقال له أماج، أحد الدوادارية الصغار، يطالبه بما جرت العادة القديمة من إعطاء عدّاد الغنم من تركمانه ومنه، وإلاّ وقع به ما يكره، وجهّز إليه السلطان الجيوش (?).
وفيه مع تشريق الكثير من الأراضي كانت أسعار البلاد رخيّة، وهي موجودة، ولله المنّة (?).
وفيه أمر السلطان بعرض الجند عليه بآلات الحرب الكاملة، فتسارع الجند إلى شراء الأسلحة، وكانت كاسدة الأسواق، فنفقت وربحت تجارة أربابها وصنّاعها (?).
وفيه وصل مبشّر الحاجّ مخبرا بالأمن والسلامة، وبما حدث بمكة من منع العامّة في أيام الموسم أن يبيعوا أيضا معهم بالمسجد الحرام، وأن يفرشوا، كذلك يرون ضرب الناس الخيام به على مصاطبه، والمنع من تحويل المنبر من مكانه في يوم الجمعة إلى أن يلصق بجوار الكعبة، وأن يترك مكانه ويخطب به هناك مسامتا لمقام السيد إبراهيم الخليل على نبيّنا وعليه أفضل الصلاة والسلام، وأن يسدّ أبواب المسجد أو تغلق بعد انقضاء الموسم إلاّ أربعة أبواب، من كل جهة باب، وأن يسدّ الأبواب الشارعة من السور إلى حج المسجد الحرام، وأنه ورد بذلك مرسوم سلطاني قريء بمكة المشرّفة، وأمضى حكمه (?).
وفيه، والناس بعرفات واقفون يدعون ويرغبون إلى الله تعالى، فأقام المنادي الذي يقال له المشاعلي فنادى معاشر الناس كافّة، من اشترى بضاعة وسافر بها إلى غير القاهرة