محمد بن محمد بن محمد بن محمد بن محمد ابن الإمام أبي حامد محمد بن محمد الغزاليّ، الطوسيّ، الشافعيّ.
وكان عالما فاضلا، خيّرا، ديّنا، كثير الأتباع والتلامذة، وكان تلامذته يعظّمونه ويصفونه بزهد وورع كثير، وعلم غزير. وحجّ غير ما مرّة. وسمع من عمر بن أبي أميلة وغيره، وكانت وفاته بحلب، وأخرجت جنازته حافلة جدّا مشهودة.
وفي شوّال ورد الخبر بحراب متملّك الروم السلطان مراد بن عثمان للكفّار الذين يقال لهم الأنكورس من طوائف الروم المتنصّرة، وأنه واقعهم فهزموه وقتلوا عدّة من عساكره (?).
وفيه وصل الخبر من جهة الإسكندرية بأنّ مدينة بلنسية من الأندلس المتغلّب عليها الفرنج في جملة ما تغلّبوا من البلاد الأندلسية قد وقع بها خسف عظيم وبما حولها نحو الثلاث ماية ميل، وهلك به خلق كثيرون، وأنّ مدينة برشلونة زلزلت زلزالا شديدا، ونزل بها صاعقة أهلكت من الخلق ما لا يحصون عدّا، وأنّ ملكها خرج بمن بقي من أهلها فارّين إلى ظاهرها، فحصل لهم وباء عام هلك منه خلق كثير (?).
وفيه في ثاني عشرين (?) مسرى كان وفاء النيل، ونزل محمد ابن (?) السلطان لتحليق المقياس وفتح الخليج بين يديه على العادة، لكن لم يكن للناس من السرور والاجتماعات بمصر بمثل ما جرت به عوائدهم في ليالي الوفاء، لأنّ النيل كان (قد) (?) توقّف حتى آيس منه لمجيئه الهيّن، حتى منّ الله تعالى بالوفاء على خلاف ما كان في الظنّ.
وكان السلطان منع من تزيين الحراريق واجتماع الناس بشاطىء النيل لانتظار الوفاء، فانكفّوا عن ذلك، وتواترت تلك المفاسد والقبائح التي كانت تفعل هناك (?).