استحدث (?)، وأمر السلطان أن لا يحضر أحد من القضاة المعزولين، وأن لا يبحث أحد ممّن حضر في حال القرّاء لكونه مجلس سماع لا مجلس بحث، وكان يقع بينهم، فما جني من الأشياء / 598 / التي لا يليق ما لا يعبّر عنه (?).
وفيه أمر السلطان القضاة بعزل نوّابهم للكثرة، وأن يقتصر الشافعي على عشرة، والحنفي والمالكي كلّ منهما على ثمانية، والحنبلي على خمسة أو ثلاثة، ثم لم يتمّ ذلك (?).
وفيه وقعت حادثة فظيعة، وهي أنّ إنسانا من الجراكسة اتفق أن كشفت رأسه بين يدي السلطان، فإذا هو أقرع، فسخر منه من حضر من الجراكسة، فسأل السلطان أن يجعله كبير القرعان واليا عليهم، فأجيب إلى ذلك، وكتب بيده مرسوم سلطاني (?) بذلك، وخلع عليه، فنزل وأخذ يعرض على الناس ممّن به قرع برأسه ضرائب على المسلم والنصراني واليهودي، وصار يكشف روس (?) الناس في الملأ العام، فمن وجده أقرع (?) أخذ منه شيء (?)، ولم يتحاش عن كشف رأس أحد، حتى الأمراء، وأخذ من بعضهم عشرة دنانير عن نفسه. وزاد الحال في ذلك فبلغ السلطان، فنادى بالقاهرة، معاشر القرعان، لكم الأمان. وكان هذا من أشنع الحوادث، وبالله المستعان (?).
وفيه زاد الرخاء جدّا حتى أبيع كل أربعة أرادب شعير بدينار [و] أقلّ، والفول كلّ ثلاثة بدينار، والقمح كلّ إردبّين. وفي الأرياف أكثر رخاء. وأقبلت الفاكهة والخصب إقبالا زائدا على المعهود (?).
[1632]- وفيه مات السراج عمر بن محمد بن اللبّان (?) المقرىء، ولد الشيخ شمس الدين المارّ في في محلّه.