وفيه كانت رياح عاصفة جدّا وكثر هبوبها، وقدم الخبر بأنه غرق بسببها عدّة مراكب نحوا (?) من ثلاثة عشر (?)، وهي كانت أشحنت بالبضائع من صيدا وبيروت، وقصدت دمياط، فذهبت (?).
وفيه ورد الخبر أنّ البحر قذف بدابّة عظيمة مهولة الخلقة بشاطىء دمياط، ذرعت فكان طولها خمسا وخمسين ذارعا، وعرضها سبعة أذرع (?).
[1625]- وفيه كانت وفاة زاهد الوقت وعابده الوليّ، الصالح، سيدي أحمد بن إبراهيم بن محمد اليمنيّ، المعروف بابن (?) عرب (?).
وكان من عباد الله الصالحين وحزبه المفلحين، وله كرامات، وكان زاهد أهل عصره، وأصله من اليمن، وولد لأبيه ببرصا من بلاد الروم، وكان مقيما بالخانقاه بالشيخونية، وله بها خلوة، وكانت أكثر إقامته بسطح الخانقاه. ونزل السلطان فحضر الصلاة عليه، وتقدّم في ذلك البدر العيني القاضي الحنفي، وحمل إلى الخانقاه، فدفن بقبر فهو في قبّتها، قد أعدّه الله تعالى له من مدّة سنين، حتى عدّ ذلك من كراماته، فإنّ القبر المذكور من عمل شيخو، وكان خاليا، وكان يعرف القراءات (?). وذكر عنه أنه أقام زيادة على العشرين سنة لم يشرب الماء. وشهرته تغني عن مزيد ذكره، رضي الله تعالى ونفع به.
[1626]- وفيه مات الشهاب، أحمد بن موسى بن نصر المتبوليّ (?) المالكيّ، موقّع عن الحكم، عن خمس وثمانين سنة.