محكم بني في الإسلام بإذن معاوية بن أبي سفيان على يد الأمير موسى بن نصير صاحب فتوح المغرب، فحضر إليهم رسول صاحب الماغوصة ومعه ضيافة من مرسله، وبذل لهم الطاعة، فبعثوا إليه بأمان، ثم نزلوا وركبوا في الحال، وساروا في جزيرة قبرس يخرّبون وينهبون ويأسرون، وقد أوقع الله تعالى الرعب في قلوب الكفار، وقصدوا الملاّحة وأحرقوها، ووصلوا إلى مكان يقال له رأس العجوز، فقتلوا [أحد] (?) أمرائه وأسروا من معه، ثم صادفوا عدّة مراكب بعث بها صاحب قبرس نجدة، وبعث أخاه مع عسكر برّا فما أفادوا وانهزموا جميعا مع قتال لأهل البحر وبغير قتال لأهل البرّ، وأحاطوا بزرد خانة لصاحب قبرس وبعث بها لأخيه فأخذوها وعادوا بالأسرى والغنائم إلى مراكبهم، وتوجّهوا إلى حصن اللمسون، كل ذلك في رمضان، فلما أهلّ شوّال ملكوا الحصن وأخذوه عنوة، وجهّز جرباش المبشر الماضي خبره، فيقال إن جملة من قتل من الفرنج في هذه الكائنة زيادة على خمسة آلاف، وما قتل من المسلمين ثلاثة عشر نفسا. وأعزّ الله دينه الإسلام ببركة نبيّه عليه أفضل الصلاة والسلام. وكانت هذه الغزوة الصغرى (?) الأولى بقبرس، وهي التي جرّت الأشرف للثانية التي كان بها فتح قبرس كما سيأتي.
ولما فعل جرباش هذه الأفعال وامتلأت مراكبه بالغنائم والأسرى، بلغه أنّ جينوس قد جمع له جموعا وافرة فرأى الرائي في عوده أفعالا. / 580 / وجاء الخبر بعوده في هذا الشهر في ثالث عشره (?)، ثم كان ما سنذكره.
[1594]- وفيه مات المسند نور الدين، ابن سلامة، علي بن أحمد بن سلامة بن عطوف (?)، السلميّ، المكي.
وكان فاضلا، محدّثا، عني بالحديث جدّا، وسمع من جماعة، منهم: ابن (?)