وفيه - أعني هذا الشهر - اجتيحت الفواكه بعامّة بلاد الشام من دمشق إلى حلب في ليلة واحدة من شدّة البرد. وكان ذلك / 574 / والشمس في الحمل، حتى تعجّب من ذلك، فتلفت الأعناب ونحوها (?).
وفي جمادى الآخر، ووافق خامس بشنس (?) والشمس في برج الثور، أمطرت السماء مطرا غزيرا، وأعقبها ريح شديدة بحيث تعجّب من ذلك في هذه الأيام (?).
وفيه قبض على النجم بن حجّي كاتب السرّ، وسلّم لجانبك الدوادار فسجنه بالبرج من القلعة، وطولب منه آلاف (?) دينار. وكان قد حنق منه جانبك الدوادار وسلّطه عليه أناس لشيء ذكره عن جانبك وعنهم ففعل به ما فعل. ثم نفي في سلسلة إلى الشام وهو مهان. ثم بعث إليه بالقرين أن يطلق فيتوجّه إلى الشام فيقيم به بطّالا (?).
وفيه كملت المادنة (?) التي على باب جامع الحاكم من جهة القبلة، وأنشأها بعض الباعة من ماله، فكانت حسنة في محلّها (?).
وفيه ورد الخبر بأنه كان بين المسلمين وبين طائفة من الفرنج، وردوا إلى ساحل الأعمال الطرابلسية فيما بين جبلة وطرابلس كائنة قتل فيها جماعة من الفرنج وانهزم باقيهم (?).
وفيه قرّر في كتابة السرّ البدر بن مزهر الدمشقي نايب كاتب السر (?).