[1547]- وفيه مات سودون الفقيه (?) الجركسيّ.
وكان يتديّن، ويعتقده الناس، ويعتقد الكثير بأنه سيلي الأمر. وكان تلميذ الشيخ لاجين الجركسي.
وفي ربيع الأول عمل المولد السلطاني بالقلعة على العادة، وبعث السلطان يطلب الوليّ العراقيّ ليحضر، فامتنع من ذلك، فأعاد استدعاءه فحضر وأمر بأن يجلس رأس الميسرة أين يجلس الحنفيّ، وانتقل الحنفي فجلس في الميمنة إلى جانب العلم البلقيني القاضي الشافعيّ (?).
[1548]- وفيه مات الجمال القرافيّ (?)، عبد الله بن محمد.
وكان فاضلا ماهرا في العربية، وصنّف مختصرا لطيفا، وانتفع به جماعة، منهم ابن (?) خضر.
وفيه ثارت ريح مريسية طول النهار، فلما كان قريب الغروب ظهر في السماء صفرة كست بلونها الجدران والأرض، ثم أعقبها ظلمة الجو حتى صار النهار كوقت العتمة، حتى كان الإنسان يمدّ يده فلا يكاد يراها من الظلمة، فاشتدّ فزع الناس. ثم أخذ الظلام ينجلي شيئا فشيئا، فما استتمّ الانجلاء إلاّ وريح عاصفة قد هبّت فكادت المباني أن تتساقط منها، ثم عادت في طول ليلته وعمّت هذه الظلمة أرض مصر حتى اتصلت بدمياط والإسكندرية وجميع الوجه البحري وبعض بلاد الوجه القبلي. وتاه منها جماعة من المسافرين وضلّوا طريقهم.