وفي ذي حجّة استقرّ في القضاء الشافعية شيخنا العلم صالح ابن (?) شيخ الإسلام سراج الدين البلقيني، وصرف الولي العراقيّ (?).
وفيه وقعت غريبة نادرة، وهي أنّ رجلا له عائلة وأولاد وهو من الفقراء فسكن بخرائب الحسينية لما جاء العيد وذبحت الضحايا وأكلت اللحوم المشويّة هاجت شهوتهم لأكل شيء ممّا يشويه الناس، وطلبت العيال من هذا الفقير شيئا من ذلك، فما وجد إلى قضاء شهواتهنّ سبيلا، وكن عدّة من البنات، فأخذ يعلّلهن وهنّ يبكين حتى جنّ عليه الليل وهو متحسّر، فصار يسمع في ليلة حركة تتوالى بطول الليل هو وأمّ الأولاد زوجته نومهما (?) ممّا هما فيه من غمّ. فلما أصبحا وجدا كوما من اللحم كثير له جرم في دارهم، كانت الفرس تنقله طول الليل لا يدرون من أين هو، فسرّ بذلك وعيّدوا منه، بل واقتنوا منه شيئا له وفرة (?).
وفيه كانت بالينبع كائنة بين أميرها عقيل وبين المتولّي عن قريب وبين عمّه مقبل، وقتل (?) فيها جماعة من الأشراف، وجرح الكثير من العرب والعبيد، وانهزم مقبل، ثم عاد بعد أمور، / 547 / فوقع أيضا حرب ثانية وأشياء يطول الشرح في ذكره (?).
[1540]- وفيه مات النفيس التعزيّ (?) سليمان بن إبراهيم بن علي بن عمر اليمني، المحدّث باليمن.
وكان فاضلا، عارفا بالحديث. وأخذ عن المجد الشيرازي صاحب «القاموس» (?) وجاوز الثمانين سنة.