وكان عين العلماء الفقهاء الشافعية، وكان عارفا بمذهب الشافعي، حافظة له، مع الديانة والتّصدّي لنفع الطلبة، والإعراض عن الرياسة.
ومولده مع الخمسين وسبعماية.
وفيه عملت كسوة الكعبة في غاية الحسن بحيث ذكروا أنه لم يعمل مثلها في هذه الأزمان القريبة (?).
وفي شعبان جلس السلطان للحكم بين الناس بالإصطبل، وطلب مدرّسي المدرسة القمحية فأوقفوا بين يديه، وأمر بعمل حسابها، وألزم بما أشادوه من المعلوم، فخرجوا في التوكيل، وجرى عليهم ما لا خير فيه، وأخرج ضيعتان (?) من أوقافها لبعض مماليكه (?).
وفيه نظر الناس في أمر جامع عمرو بن العاص (?).
وفيه أخذ الناس في تتبّع عورات القضاة والفقهاء لما يعرفونه من ميل ولاة الشوكة إلى معرفة ذلك، فإنّ الأحدوثة عنهم فتحت والقالة فيهم شنّعت حتى ازدروهم غاية الازدراء بلا شكّ ولا مراء (?).
وفيه وافق تاسع عشرين أبيب (?) كان وفاء النيل، (زاد) (?) ستة عشر ذراعا، ونزل الأتابك بيبغا المظفّري ففتح الخليج، وعدّ كسره فيه من النوادر، على أنّ زيادته في هذه السنة أيضا كانت من النوادر لأنّ الجاري من العادة أنّ زيادة النيل في أبيب تكون قليلة، وأمّا مسرى فهي التي فيها الزيادة والدفوعات القويّة، فاتفق في هذه السنة أنه منذ أخذ قاع النيل كانت زيادة جيدة كبيرة حتى نودي عليه في يوم خمسين إصبعا، فكان هذا عجب