وكان من الأعيان، ولي الحسبة غير ما مرّة وعدّة وظايف جليلة، ونظر عمارة المؤيّدية. ومولده بعد الخمسين وسبعماية.
وفيه ولّي عبد القادر بن عبد الغني بن أبي الفرج ولاية قطيا وهو ابن (?) خمسة عشر (?) سنة (?).
وفيه خسف جرم القمر، وتفاءل الناس بزوال سلطنة المظفّر (?).
[1509]- وفيه وصل سيف يشبك اليوسفي (?) الظاهريّ نايب حلب، وأخبر من أحضره بقتله في محرّم على يد الأتابك ألطنبغا القرمشي، وأنه لما ورد عليه الخبر بسلطنة المظفّر بحلب جمع الأمراء وحلّفهم على مبايعته، ثم رحل من حلب بمن معه، في تكامل وصوله حتى سار يشبك ومعه طوايف التركمان لقتال ألطنبغا، فقاتله ألطنبغا وهم في جدران حلب لم يبرحوا عنها، فمالت العامّة مع ألطنبغا، فاتفق أن كبا به فرسه، فأخذ وقتل.
وأقام ألطنبغا القرمشي في نيابة حلب ألطنبغا الصغير.
وكان يشبك هذا من الظلمة الكبار، فاجرا، جريئا، فاسقا، متهوّرا في أخذ الأموال وسفك الدماء. وكان المؤيّد قد استوحش منه بأخرة وأحسّ بأنه في عزمه خروجه عن طاعته، فبعث الأتابك ألطنبغا القرمشي بأنه في الظاهر يحفظ حلب من طروق قرا يوسف، وأسرّ إليه باطنا بأنه يعمل الحيلة في قبضه، مما قدر عليه لاحترازه على نفسه حتى وقع له ما وقع، وكفى الله شرّه.
وفيه وصل إلى القاهرة. قجق العيساوي، وبيبغا المظفّري وقد أفرج عنهما من إسكندرية.