وكانت مدّة سلطنته سنة وثمانية وخمسين [يوما]، وما أكثر فيها بالتظاهر بالمنكرات، وشغف باللهو حتى خرج عن الحدّ. وبيعت في أيامه الإقطاعات والولايات / 14 ب / وتمكّنت النساء والطواشية من التصرّف في المملكة.
وحدث في أيامه أخذ خراج رزق الناس، وزيادة القانون، وبعض الأجاير (?)، وأعاد ضمان أرباب الملاعب. وكان مع ذلك كلّه مهابا له سطوة وسياسة، ويتفقّد أحوال مملكته ولا يشغله أمره عن الجلوس للخدمة.
وكان حازما، ذا رأي واحتياط، ومحبّة لجمع المال، ومع ذلك فلم يوجد له من المال سوى ثمانين ألف دينار وخمسماية ألف درهم.
وفيه قبض على جماعة من الخدّام أضيفوا إلى قطلوبغا الدمشقي للمصادرة، وعوقبوا لذلك، وألزموا بأموال طائلة. وأمر بأمّ الكامل وزوجاته، فأنزلن من القلعة إلى القاهرة (?).
وفيه أحيط بموجود «اتفاق» الزنجيّة زوجة السلطان. وكانت أمة سوداء حالكة السواد. أصلها المغنيّة، كانت ضامنة المغاني اشترتها بدون الأربعماية درهم من ضامنة المغاني لبيت السلطان، واشتهرت حتى شغف بها الصالح إسماعيل على ما تقدّم، وتزوّج بها، ثم لما تسلطن شعبان هذا كان في نفسه منها من أيام أخيه، فباتت عنده من ليلته، ونالت حظوة وسعادة لم تتّفق لمثلها قبلها، ولا عرف ذلك في زمنها لا رآه غيرها، حتى عمل لها أشياء، منها داير بيت نحو الماية ألف دينار، وقس على هذا مالها من غير ذلك، وهو شيء يكاد يكذّب قائله (?).
وفيه أمر السلطان بإعادة الأملاك التي استولى عليها حريم الكامل لأربابها. وكانت عدّة أملاك ما بين ديار ومعاصر، وغير ذلك. فاستعادها أهلها من «اتفاق» وغيرها (?).