[52]- وفيه مات يوسف بن الناصر (?) محمد بن قلاون أخو السلطان، واتّهم بأنه هو الذي قتله، وتنكّر عليه أمراؤه، فأعاد هو أيضا حركة (سفر) (?) الحجاز. وكان ذلك سببا مفضيا إلى قتله.
وكان قد بعث يلبغا اليحياوي نائب الشام يسأل السلطان في أن يترك حركة سفر الحجاز لأمور يبديها له، منها: اشتداد الغلاء على الناس، إلى غير ذلك من أشياء. وقام أمراء مصر في ذلك حتى ترك، فلم يعجب ذلك نساء السلطان. ولا / 13 ب / زالوا به حتى أعاد قصده. وكتب إلى الشام أنه لا بدّ من سفره، فأعادوا الطلب على الناس بسبب تجهيز الإقامات وغير ذلك ممّا يحتاج إليه السلطان. فلما رأى الأمراء ذلك سألا (?) العلائي والحجازي في أن يكلّما السلطان عساه يثني عزمه عن ذلك، فلما كلّماه حنق حنقا زائدا واشتدّ غضبه، وأطلق لسانه، فما زالا به حتى سكن غضبه. ثم أمر الأمراء كلهم بالتأهّب للسفر، فاشتدّ الأمر على الناس.
وبلغ (ذلك) (?) يلبغا نائب الشام، فتنكّر على السلطان. وبلغ السلطان ذلك، فكثرت الإشاعة بأنّ السلطان قصد القبض على يلبغا، وكان اشتدّ أمره.
وفيه لما بلغ يلبغا اليحياوي هذه الماجريات والإشاعات أخذ في الاحتراز على نفسه، وجمع أمراء دمشق وحلّفهم لنفسه على القيام معه (?).
وفي جماد الأول أعلن يلبغا بدمشق بالخروج عن طاعة السلطان (شعبان) (?). وركب مبرّزا إلى ظاهر دمشق، وأنشأ هناك قبّة مشهورة بقبّة يلبغا وهي معروفة في محلّها. ولما نزل هناك حضر إليه جماعة من نواب البلاد الشامية كنائب حمص، وحماه، وطرابلس، وصفد، وكتبوا بخلع الكامل. وكتب نائب الشام إلى السلطان يقول له: «إنّني